عمدة البلدية يستعرض أهم مجالات التدخل البلدي في مقابلة مع شبكة "الفكر"

ثلاثاء, 01/06/2021 - 18:59

قال عمدة بلدية لكصر الدكتور محمد السالك ولد عمار، إن لكصر بلدية محورية ونواة تأسست عليها العاصمة نواكشوط، إضافة لكونها بلدية مركزية من أهم البلديات على مستوى العاصمة، ولديها مقدرات مهمة، لكنها تعاني أيضا تحديات أساسية. 
وأشار عمدة لكصر في مقابلة مع موقع "الفكر"، أن من أهم مقدراتها أن عراقتها وأقدميتها جعلتها بلدية محورية وساكنتها يتمتعون بمستوى من المدنية تسمح بإحداث تسيير معقلن لهذا المرفق البلدي، مشيرا إلى أن وعي الساكنة بوضعية المدينة ومتطلبات العمل البلدي والتجمعات المحلية يساهم في تمكين البلدية من تأدية مهامها.
أما عن التحديات فأكد العمدة أنه استلم مهامه في البلدية عام 2013 وقد كانت حينها تعاني الكثير من التحديات التي تمس صميم العمل البلدي، والتي من بينها أزمة رواتب العمال التي استمرت لمدة 6 أشهر قطعت فيها رواتب العمال، متسائلا "هل يعقل أن نعجز عن ترتيب البيت الداخلي والقيام بالواجبات الضرورية وينتظر منا أي تدخل ايجابي في نواحي أخرى".
وأشار إلى أنهم عملوا أولا على ترتيب البيت الداخلي ليحصل العمال على حقوقهم ويدركوا قيمة العمل، وأن العمدة والمجلس البلدي لا يسعون إلا إلى خدمتهم ليكونوا في ظرفية جيدة تمكنهم من مزاولة أعمالهم، لنتجاوز إلى مرحلة أهم فليس طموحنا وهدفنا أن يكون كل ما ننجز هو صرف رواتب عمالنا، مؤكدا أهمية التدخل في مختلف الجوانب التعليمية والصحية ودعم المرافق العمومية، وفي كل القطاعات التي تمس حياة المواطنين، متحدثا عن أهمية ضمان الثقة بينهم والمرفق البلدي.
وأوضح عمدة لكصر أن البلدية بدأت في رسم إستراتيجية متعددة المحاور وفي جبهات متعددة تتعلق بالتدخل في النقاط الصحية من حيث الترميم لجعلها في ظروف مناسبة، قائلا إنهم يعملون الآن على ترميم "طب الحاج" لتغيير وضعيته وتوفير الصيدلية داخله باعتباره أول مرفق صحي وله أهمية بالغة بالنسبة لساكنة المقاطعة، مؤكدا قيام البلدية في السابق بإعادة تأهيل المركز الصحي في "سوكجيم" لتقديم الخدمات الضرورية للمواطنين.
وأضاف أن البلدية تدخلت في مجال التعليم من خلال إنشاء بوابات موحدة في مدارس البلدية تراعي خصوصيات المقاطعة لإعطاء الشكل اللائق للمدرسة، ومراعاة أقدمية المدارس الموجودة في المقاطعة، ومكانتها في السلم التربوي.
وتحدث الدكتور محمد السالك ولد عمار، عن ملتقى ذاكرة لكصر الذي نظمته البلدية ودوره في إلقاء الضوء على مراحل التأسيس الهامة التي تؤكد أنها المقاطعة الأولى على مستوى العاصمة، والتي يوجد فيها أول برلمان وأول إذاعة وأول مدرسة وأول محطة وقود وأول سجن مدني، إلى غير ذلك من المنشئات إضافة إلى الأعلام السياسية والدينية والمتصوفة، وشوارع تحكي تاريخ تأسيس العاصمة، مضيفا "لقد تطرقنا خلال هذه الأيام لعدة محاور، عن الشوارع والأماكن، وتأثير الإمام بداه ولد البوصيري الذي تجاوز المقاطعة إلى كل موريتانيا".
وقال عمدة بلدية لكصر إنهم يعملون على عدة جبهات تتعلق بالمرفق الخدمي، والقطاعات الهامة، وجبهة أخرى تتعلق بالشباب والأنشطة التي تهمهم، إضافة إلى طموحهم من أجل خلق شراكات مثمرة مع مختلف الدول الفاعلة كما هو الحال بالنسبة للشراكة القائمة مع جماعة فاس في المغرب، والتي كانت لها عدة أبعاد من بينها الثقافية والاقتصادية والتعليمية والتكوينية، ومن أجل أيضا الاستفادة من تجربة اللامركزية في المغرب.
وقال العمدة إن البلدية تعتمد على ثلاثة محاور أساسية للتدخل البلدي الفعال، وذلك على النحو التالي:
-    المرفق البلدي ينبغي أن يتم حل مشاكله الداخلية ليكون العامل في ظرفية تسمح له أن يقوم بالأدوار المنوطة به لأن فاقد الشيء لا يعطيه، ولا يمكن أن ننجز ونحن نعاني انتكاسة داخلية. 
-    التدخل على مستوى الجوانب المحلية في الصحة والتعليم وجميع الجوانب التي تدخل في إطار تخصصها.
-    الشراكة التي ينبغي أن تتحقق على المستوى الداخلي والخارجي، مشيرا إلى أن ضعف اللامركزية على المستوى الوطني يعيق شراكات فعالة وقوية على المستوى الداخلي لضمان الاستفادة والتبادل بين البلديات الريفية وبلديات نواكشوط
وشدد الدكتور محمد السالك ولد عمار على ضرورة تعزيز اللامركزية ومنح البلديات الصلاحيات الضرورية للقيام بمهامها، مشيرا إلى أهمية وضع العمد أمام المسؤوليات المنوطة بها.
وأشار العمدة إلى أن البلدية بذلت جهودا أساسية ومهمة لمواجه جائحة كورونا وكانت من أول البلديات التي عملت على دعم جهود الحكومة في التوعية والتحسيس، من خلال الملصقات وتوزيع المناشير، كما واكبت ذلك من خلال توزيع السلات الغذائية ومواجهة التحديات الاقتصادية التي تأثرت من إجراءات الحجر وشلّ النشاط العام لمدة.
وقال عمدة بلدية لكصر إن بلديته قامت بإحصاء شامل للفقراء على مستوى المقاطعة، وتدخلت في إطار توزيع المساعدات ومواد النظافة، مشيرا إلى أن ذلك ساعد في التخفيف من آثار الجائحة في جوانبها الاقتصادية، وأن الإحصاء الذي قامت به البلديات تم اعتماده أساسا من طرف "تآزر"، ليساهم في خلق قاعدة بيانات مهمة للتدخل لصالح الفئات الأكثر احتياجا.